جائحة “كورونا” أنهت وهم تحقيق الاكتفاء الذاتي

فاقمت جائحة “كوفيد-19” المخاوف المرتبطة بتأمين سلاسل الإمداد للدول، والرغبة الشديدة في تحقيق الاكتفاء الذاتي، باعتباره الضمانة الأساسية لحماية سيادة الدولة، فيما بات العالم يرى العولمة نقطة ضعف وليست ميزة لمواجهة تداعيات الجائحة على الصعيد الاقتصادي.
بناءً عليه، أصبح هدف الاكتفاء الذاتي لحماية الدولة، اعتقادًا خاطئًا؛ حيث لا يمكن بأية حال تحميل الدول فوق طاقتها، فليس ثمَّة دولة قادرة على إنتاج احتياجاتها كافّة، وإنما الأكثر أهمية أن تكون قادرة على حل أي أزمة تواجه سلاسل إمدادها بتنويع البدائل، وبناء شبكة قوية من الحلفاء، وألا تعتمد على دولة واحدة في الحصول على سلعة أو منتج، سواءً في صورة أولية أو بعد التصنيع.
اتصالًا، أظهرت أزمة “كوفيد-19” خطورة الاعتماد على قوانين العرض والطلب لتحديد سعر المنتجات، أو انكفاء كل دولة على تحقيق اكتفائها الذاتي من سلعة معينة، دونما أخذ احتياجات الدول الأخرى بعين الاعتبار؛ ويُعزى ذلك إلى أنّ ترك تلك السلع لقوانين العرض والطلب قاد لتسعيرها بشكل لا يتناسب مع احتياجات قطاعات عديدة من السكان.
علاوةً على ذلك، خاضت الدول سباقًا من أجل إنتاج اللقاحات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها لدرجة أنّها تراكمت لدى الدول الغنية، وتم هدر كميات كبيرة منها، في وقت تعاني فيه الدول النامية من غياب القدرة على توفير اللقاحات لكل سكانها.