
تسعى كل من روسيا وإيران لتعزيز علاقتهما الثنائية، وهو ما تجلّي في أول اجتماع رسمي جمع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ونظيره الإيراني “إبراهيم رئيسي” في يناير 2022، لا سيما في ظل إعلان البلدين عن قطعهما شوطًا كبيرًا في الاتفاقات التجارية الخاصة بقطاعات الطاقة والنقل والبنوك.
على هامش الاجتماع الذي جمع بينهما، اقترح الجانب الإيراني عقد اتفاقية تعاون بين البلدين لمدة 20 عامًا، تتضمن تحديث اتفاقية سابقة للتعاون الاقتصادي عُقِدت في عام 2001، الأمر الذي من شأنه تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الأمن والتجارة والنقل.
ومن المرجح أن تسعى “طهران” لتعزيز التعاون العسكري مع “موسكو” من خلال الدفع باتجاه شراء طائرات مقاتلة روسية من طراز Su-35 لتجديد سلاحها الجوي، وشراء نظام الدفاع الصاروخي S-400، فضلًا عن شراء أسلحة روسية بقيمة 10 مليارات دولار.
ومع ذلك، فالاختلاف في المصالح الجيوسياسية لإيران وروسيا يثير بعض الشكوك بشأن مدى قدرة الاتفاق -الذي ما يزال قيد التفاوض- على تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري بين الطرفين، ولكنه بلا شك سيمنح البلدين نفوذًا سياسيًّا للتفاوض مع الغرب؛ فمن المرجح أن تستخدم “موسكو” ورقة بيع الأسلحة لـ”طهران” لزيادة الضغط على الدول الغربية وحلف “الناتو” بشأن الأزمة الأوكرانية.