الأزمة الأوكرانية تعمق مشكلة الأمن الغذائي

قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية، كانت هناك ضغوطات بالفعل على أسعار السلع الغذائية على المستوى العالمي؛ نتيجة جائحة “كوفيد-19” وتداعياتها من حيث توقف الإنتاج والاضطرابات في سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف الشحن، بالإضافة إلى مشكلة التغير المناخي التي تسببت في إتلاف مجموعة كبيرة من المحاصيل.
وقد صرحت منظمة “الفاو”، في يناير 2022، بأن أسعار الغذاء العالمية زادت بنسبة 28%، خلال 2021؛ حيث بلغت أعلى مستوياتها منذ 10 سنوات.
ويضيف الصراع الروسي الأوكراني عبئًا جديدًا لأزمة ارتفاع أسعار السلع العالمية، وبشكل خاص السلع الغذائية.
كما تعتبر الأزمة ضربة قوية للتجارة الخارجية، التي تأثرت بشكل كبير بمجرد حشد القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية دون اشتباك؛ فنحو 60% من الصادرات الأوكرانية تمر عبر البحر الأسود، وبالفعل قد ارتفعت تكلفة تأمين السفن في المياه الأوكرانية، خاصة وأن هذه المناطق تم إعلانها على أنها عالية الخطورة من قبل شركة تأمين رئيسة في لندن في 17 فبراير، وكلما طال أمد الأزمة، ازدادت كل هذه الآثار سوءًا، فسيتم تأجيل الصفقات التجارية، وإذا تصاعدت التوترات أكثر بين روسيا وأوكرانيا فإن النتائج ستكون كارثية، وسوف تؤدي إلى شلل سلاسل التوريد المضطربة بالفعل.