
أدان حلف شمال الأطلسي “الناتو” بشدة الهجوم الروسي على أوكرانيا، باعتباره غير مُبرر، ويشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، وتهديدًا للأمن الأوروبي. وعليه، دعا أعضاء “الناتو” روسيا إلى الوقف الفوري لعملها العسكري، وسحب جميع قواتها من داخل أوكرانيا وحولها، والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق إلى جميع الأشخاص المحتاجين.
هذا، وسيستمر “الناتو” في اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان أمن ودفاع جميع الحلفاء؛ حيث يقوم بنشر قوات إضافية برية وجوية وبحرية في الجزء الشرقي من الحلف، كما عمل الحلفاء على زيادة استعداد قواته للاستجابة لجميع الحالات الطارئة، ووافق “الناتو” على تفعيل خططه الدفاعية؛ لحماية الحلفاء في ظل هذه الأزمة.
وتتجاوز مخاوف الناتو أنشطة روسيا في أوكرانيا؛ حيث يواصل الحلفاء دعمهم لوحدة أراضي جورجيا، وجمهورية مولدوفا داخل حدودهما المُعترف بها دوليًّا، ويدعون “موسكو” إلى سحب القوات التي تمركزت في الدول الثلاث دون موافقتهم.
كما تتزايد المخاوف الغربية بشأن الأنشطة العسكرية الروسية المتزايدة، لا سيما على طول حدود “الناتو”، ومحاولاتها للتدخل في العمليات الانتخابية وسيادة الدول، وانتهاك المجال الجوي لحلفاء “الناتو”، وشن الهجمات السيبرانية، وهو ما يهدد الأمن الأوروبي بدرجة كبيرة.
الجدير بالذكر أنَّه منذ نهاية الحرب الباردة، وتفكك “الاتحاد السوفيتي”، حاول “الناتو” بناء شراكة ومتابعة الحوار مع روسيا، وذلك من خلال “مجلس الناتو وروسيا” (NATO-Russia Council, NRC)، وهو منتدى للتشاور حول القضايا الأمنية والتعاون بين الطرفين.
ولكن ردًا على الأعمال العدوانية الروسية ضد أوكرانيا، وضمها لـ “شبه جزيرة القرم”، علَّق “الناتو” جميع أشكال التعاون المدني والعسكري مع روسيا في أبريل 2014. ومع ذلك، لا تزال هناك أدوات تواصل مشتركة بين الطرفين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك من خلال المجلس.