قبل كوب 27 .. ما مخاطر تغير المناخ على الصحة والغذاء؟

تنطلق في مدينة شرم الشيخ المصرية فعاليات مؤتمر قمة المناخ (كوب 27) فى الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الجاري، بمشاركة قادة ومسؤولين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة، وآلاف النشطاء المعنيين بالبيئة على مستوى العالم.
ومع بدء العد التنازلي لقمة المناخ، تظهر الحاجة إلى تسليط الضوء على التغيرات المناخية ومخاطرها على الأمن الصحي والغذائي، وهو حجر الزاوية التي تناقشها قمم المناخ والمؤتمرات الخاصة بالبيئة. فما تأثير التغيرات المناخية على الأمن الصحي والغذائي؟
• مخاطر تغير المناخ على الصحة
مع تزايد الظواهر المناخية المتطرفة مثل موجات الحر الشديدة وحالات الجفاف وكذلك الفيضانات، وتواترها على مستوى العالم، فإن هذا يضر بصحتنا على نطاق واسع، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ولذلك، فإن أكثر من ثلث الوفيات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة تعودة إلى التغيرات المناخية، لا سيما ظاهرة الاحتباس الحراري، بحسب دراسة نشرتها مجلة “Nature Climate Change”.
وخلال الـ50 عاما الماضية، زاد عدد الكوارث المناخية القاسية (الفيضانات والجفاف وموجات الحر) الناتجة عن تغير المناخ 5 أضعاف، مما أسفر عن مقتل أكثر من مليوني شخص.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تؤثر مخاطر تغير المناخ على صحة الفئات الضعيفة والأكثر حرمانًا في المجتمع، وهم النساء والأطفال والأقليات وكذلك المجتمعات الفقيرة، التي تضطر إلى الهجرة بسبب مخاطر المناخ.
ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى بعض الأمراض المرتبطة بموجات الحر الشديدة، وهي: ضربة الشمس والإجهاد الحراري وأمراض الكلى المزمنة، كما أن لها تأثيرًأ على صحة الأم والوليد والصحة العقلية والأمراض غير المعدية المزمنة، مثل الربو والسكري.
• الغذاء والماء
يهدد ارتفاع درجات الحرارة الأمن المائي من خلال زيادة التبخر وتغيير أنماط هطول الأمطار والتسبب في تساقط الثلوج بشكل متزايد على شكل مطر.
وحسب مؤسسة “Wellcome” الصحية الأمريكية، يمكن أن يخلق هذا أيضًا ظروفًا صعبة للعديد من أنواع المحاصيل وتربية الماشية، مع استمرار غلة المحاصيل الأساسية (التي هي الدعامة الأساسية للوجبات الغذائية في جميع أنحاء العالم) مثل الذرة والأرز والقمح وفول الصويا في اتباع اتجاه هبوطي بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
كما ترتبط الخسائر المفاجئة في إنتاج الغذاء والحصول على الغذاء، إلى جانب انخفاض تنوع النظام الغذائي، بارتفاع معدلات نقص التغذية في العديد من المجتمعات، وتوفر المناخات الأكثر دفئًا بيئة مثالية لازدهار الأمراض التي تنقلها المياه والغذاء.
ووفقًأ للتقرير، إذا ارتفعت درجات الحرارة بأكثر من درجتين مئويتين، فإن المناطق التي تعتمد على الأنهار الجليدية وذوبان الجليد يمكن أن تشهد انخفاضًا بنسبة 20% في توافر المياه للزراعة بعد عام 2050. وفي آسيا وحدها، يعتمد 800 مليون شخص على الأنهار الجليدية للحصول على المياه العذبة.
• الأمراض المعدية
يعد تغير المناخ عاملاً رئيسياً في ظهور الأمراض في أجزاء جديدة من العالم، ويمكن أن يتأثر بقاء وتكاثر ووفرة وتوزيع مسببات الأمراض وناقلات الأمراض والعوائل بالتغيرات المرتبطة بظاهرة الاحترار العالمي.
والظواهر الجوية الشديدة هي ظروف مثالية لانتشار الأمراض المعدية مثل الكوليرا. ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، فإن الأمراض التي كانت في يوم من الأيام محصورة في المناطق الأكثر دفئًا ستتوسع أيضًا.
ويرتبط الأمر أيضًا بجودة الهواء، إذ يرتبط تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة بزيادة المواد المسببة للحساسية والملوثات الضارة في الهواء الذي نتنفسه، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى عدد من المخاطر الصحية المرتبطة بالتنفس