الإيكونومست: تراجع شعبية رئيس الوزراء الكندي.. ما الأسباب؟

على مدار 92 عامًا، ظلت كندا تحت إدارة الحزب الليبرالي، حيث شهدت خلال تلك الفترة تغييرات ملحوظة في السياسات، عندما تولى “جاستن ترودو” رئاسة الحكومة في عام 2015، قدم رؤية تعكس التعددية الثقافية والوعي بقضايا المناخ، مع التركيز على أهمية التصرف بمسؤولية في عالم متغير.
هذا ما نشر فى مقال بالإيكونومست ويكمل المقال ،
ولقد واجهت كندا العديد من التحديات في فترة “ترودو” مما أثر على شعبيته، خاصة في ظل التوترات المتزايدة التي تشهدها البلاد، والتي ظهرت بوضوح في تقييمات استطلاعات الرأي التي تشير إلى وجود تغيرات في دعم الحكومة.
ووأحد أبرز التحديات التي تواجه كندا في الوقت الراهن هي الهجرة، حيث شهدت كندا في العام الماضي أسرع نمو سكاني منذ عام 1957، والذي ارتفع بنسبة 16% منذ تولي “ترودو” منصبه، وعلى الرغم من الفوائد الاقتصادية التي قد تأتي مع هذا النمو، فقد فرض تحديات إضافية على قطاعات الإسكان والتعليم والرعاية الصحية، مما جعل الحكومة تواجه صعوبة في تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.
وتزايدت مشاعر القلق لدى بعض المواطنين بشأن مستوى الهجرة، حيث يرى حوالي 44% من الكنديين أن الهجرة قد تجاوزت الحدود المقبولة، وهو أعلى مستوى منذ 25 عامًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى نقص المساكن في المدن، مما أدى إلى زيادة أسعار الإيجارات وتراكم ديون الرهن العقاري، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحفيز بناء المساكن، فإن التقدم في هذا المجال لا يزال بطيئًا
فيما يتعلق بتغير المناخ، أشاد المقال بجهود كندا في تطبيق ضريبة على انبعاثات الكربون، ومع ذلك، أثيرت بعض المخاوف بشأن توزيع الإيرادات الناتجة عن هذه الضريبة، وتأثيرها في المدن والشركات المعتمدة على الوقود الأحفوري.
في مجال الدفاع، فإن كندا تنفق نحو 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي على قواتها المسلحة، مما يؤدي إلى الاعتماد على الدعم من الدول الأعضاء الأخرى في حلف شمال الأطلسي في سياق تزايد التحديات الأمنية العالمية، وفقًا لما ذهب إليه المقال.
أما على الصعيد الداخلي، فقد تطرق المقال إلى كيفية تعامل الحكومة مع المعارضة، حيث تتوتر العلاقة بين الطرفين وتشهد مزيدًا من الشد والجذب، بما في ذلك انتقادات تتعلق بالحرية الفردية.
في ختام المقال، أشار المقال إلى ضرورة إجراء انتخابات وطنية كندية في المستقبل القريب، وألمح إلى أن الحزب الليبرالي قد يواجه تحديات في قيادته بعد “ترودو” وشدد كذلك على أهمية التوازن بين الأسلوب والمضمون لدى السياسيين في تحقيق النجاح في الحكم.