أجهزة المناعة تعجز عن محاربتها.. ماذا تعرف عن البكتيريا المرآة؟

بينما يعاني العالم ويلات الفيروسات التي تظهر من وقت لآخر، دق فريق من العلماء الدوليين ناقوس الخطر حول احتمال ظهور شكل جديد وخطير من الحياة على كوكب الأرض، أطلقوا عليه اسم «البكتيريا المرآة»، موضحين أن هذه الكائنات الحية لا تزال في طور النظريات العلمية، وقد تشكل تهديدًا وجوديًا على جميع أشكال الحياة، بما في ذلك البشر.

ماذا تعرف عن البكتيريا المرآة؟

وحسب ما ذكر موقع «روسيا اليوم»، فتتميز جميع الكائنات الحية المعروفة ببنية جزيئية فريدة؛ إذ تتكون من جزيئات ذات اتجاه محدد، مثل الحمض النووي (DNA) والبروتينات، وهذه الجزيئات كأنها قطع أحجية، ولكل قطعة شكل معين يجعلها تتناسب مع قطعة أخرى بشكل محدد.

أما «البكتيريا المرآة»، فهي كائنات حية افتراضية يمكن تصنيعها في المختبر، ولكن باستخدام نسخ معكوسة تمامًا لهذه الجزيئات؛ أي أنها ستكون كأنها صورة معكوسة لجميع الكائنات الحية التي نعرفها، وهو سبب تسميتها بـ«البكتيريا المرآة»، وهذا التغيير البسيط في البنية الجزيئية قد يكون له عواقب وخيمة.

لماذا تشكل البكتيريا المرآة خطرا؟

وحسب ما أوضحه العلماء، فإن البكتيريا المرآة تشكل خطرًا لجميع أشكال الحياة على كوكب الأرض، بما فيها البشر؛ إذ نظرًا لاختلاف تركيبتها الجزيئية، قد لا تستطيع أجهزة المناعة التعرف عليها ومحاربتها، ما يجعلها قادرة على التسبب في أمراض جديدة يصعب علاجها، كما قد تكون هذه البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية الموجودة، ما يجعل مكافحتها أكثر صعوبة.

من أشكال خطورة هذه البكتيريا أيضًا أنها قد تتكاثر بشكل سريع وغير قابل للسيطرة، ما يؤدي إلى اختلال التوازن البيئي وتدمير العديد من الأنواع الحية، وقد تنتشر أيضًا بسهولة بين الكائنات الحية المختلفة، ما يؤدي إلى انتشار أوبئة عالمية.

ما هي المخاطر المحتملة؟

وحذّر العلماء من أن هذه البكتيريا قد لا تكون مرئية لـ الفيروسات والبكتيريا الأخرى التي تحافظ عادة على توازن الطبيعة، ما يجعلها قادرة على الانتشار دون عوائق، ما يعني أنها قد تشكل تهديدًا مستمرًا للصحة العامة والتنوع البيولوجي، كما أكدوا أهمية إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات لتقييم المخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا الجديدة، داعين إلى عقد حوارات واسعة النطاق بين العلماء وصناع القرار والمجتمع المدني لتطوير إطار عمل تنظيمي يضمن الاستخدام الآمن لهذه التكنولوجيا.

خطورة البكتيريا المرآة

ومن جهته، أوضح الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن البكتيريا المرآة هي بكتيريا معكوسة لشكل افتراضي من أشكال الحياة، مبني بجزيئات بيولوجية معاكسة لتلك الموجودة في الطبيعة، وأن هذه الكائنات الحية المرآة قد تختلف اختلافًا جوهريًا عن كل أشكال الحياة المعروفة وقد تشكل مخاطر على النظم البيئية والصحة البشرية، إذا لم تتم إدارتها بعناية، لافتًا إلى أنه حتى الآن القدرة على هندسة مثل هذه الأشكال الحياتية ربما لا تزال بعيدة وتحتاج عشرات السنين.

وأضاف «بدران»، خلال حديثه لـ«الوطن»، أن المخاوف من البكتيريا المرآة تتمثل في أنها قد تُستخدم كسلاح بيولوجي، وقد تصل للجماعات الإرهابية، وأيضًا نشأة أجيال جديدة من البكتيريا تهدد البشر والحيوانات والنباتات بأوبئة جديدة هالكة، إلى جانب زيادة أنواع البكتيريا المقاومة لـ المضادات الحيوية، ما يهدد بصعوبة علاج الأمراض الجديدة وأن هذا تهديدا عالميا خطيرا، فضلًا عن تمرد البكتيريا المعكوسة، ما يجعلها تهرب من الدفاعات المناعية.